رجل من زمن الكرامة: تكريم روح البطل الأمازيغي المغربي محمد بن محماد اوسلام

Voir les derniers podcasts :

محمد شاطر
08.05.2025


في زمن عزّ فيه الوفاء، وقلّ فيه الرجال، عاش بيننا رجل لا يُنسى، رجل جسّد معاني الشهامة، والكرامة، والتضحية في أسمى صورها. إنه البطل المغربي الأمازيغي محمد بن محماد اوسلام، حفيد البطل القايد صالح أوراغ، البطل المغربي الأمازيغي محمد بن محماد اوسلام، الذي لم يعرف الخوف، ولم يطلب مقابلاً لما قدّمه، عاش صلبًا، قويًا، شجاعًا، ومات مرفوع الرأس، رحمه الله رحمة واسعة.
ولد هذا البطل في أرض المغرب الحرة،وبالضبط بامشيحن بني حسان فم الجمعة،إقليم أزيلال، نشأ في حضن الجبال الأمازيغية التي لا تنكسر، ومنذ نعومة أظافره كان يحمل في قلبه روح المحارب، رغم الفقر وقسوة الحياة. لم تمنعه ظروفه من أن يكون كبيرًا في مواقفه، وعظيمًا في عطائه.
في عمر السابعة عشرة فقط، حمل بندقيته، والتحق بالجيش الفرنسي ليقاتل في حرب لاندوشين، هناك حيث الموت كان يحوم في كل لحظة، لم يتراجع، لم يخف، بل وقف كالأسد الهصور يدافع عن رفاقه ويواجه الخطر بجبين مرفوع. لم يكن يبحث عن مال أو جاه، بل كانت كرامته أغلى ما يملك،ووطنه وملكه في قلبه،والدليل على ذلك يوم سمع بنفي ملكه رمى بسلاحه وثار في وجه قادته دون خوف أو تردد.
كان من أولئك الرجال الذين “يعطون ولا يأخذون”، الكرم كان طبعه، والتواضع عنوانه. من يعرفه، يعرف جيدًا أنه لم يكن يطلب شيئًا، بل يسأل دائمًا: “ماذا يمكنني أن أقدم؟”.
واليوم، ونحن نحي ذكرى الثامن ماي، نُقسم أن نخلّد اسمه وذكراه، وأن نحكي لأبنائنا وأحفادنا عن رجل عاش شامخًا، ومات شامخًا. عن منارة من منارات الرجولة والوفاء، عن إنسان قلّ نظيره.
رحمك الله يا من كنت نادرًا في زمنٍ أصبح فيه النبل عملةً نادرة. لن ننساك، وسنظل نروي سيرتك بفخر يا أسد الأطلس.

© 2025. Tous droits réservés.