الخيانة العظمى: جريمة لا تغتفر ووصمة عار في جبين التاريخ
Voir les derniers podcasts :
2025.08.13محمد شاطر
في تاريخ الشعوب، قد تمر أزمات، وقد تتعثر خطوات، لكن لا جرح أعمق ولا طعنة أوجع من تلك التي تأتي من الداخل… من خيانة أبناء الوطن له. الخيانة العظمى ليست مجرد خطأ أو سوء تقدير، إنها فعل متعمد يطعن قلب الأمة ويهدد حاضرها ومستقبلها. الخائن لا يبيع فقط تراب الوطن، بل يبيع معه دماء الشهداء، وعرق الأجيال، وأحلام الأبرياء. إنهم أشخاص باعوا أنفسهم بثمن بخس، وفتحوا أبواب الوطن لأعدائه، طمعًا في مال أو سلطة أو مجد زائف.
لماذا الخيانة العظمى أخطر من أي جريمة؟
لأنها تهدم أساس الدولة من الداخل. فالعدو الخارجي معروف ومواجهته شرف، لكن العدو الذي يختبئ بيننا، يبتسم في وجوهنا، ثم يسلم مفاتيح الوطن لأعدائه، هو الأخطر على الإطلاق.
واجب الشعب أمام الخيانة
الشعوب الحية لا تصمت أمام الخيانة، بل تفضح الخائن أمام الجميع، ليعرفه التاريخ والناس، ويكون عبرة لكل من تسوّل له نفسه أن يخون. المواجهة تبدأ بـ:
كشف الحقيقة بلا خوف: فضح الخونة أمام الإعلام والناس، لأن التستر عليهم مشاركة في جريمتهم.
الوعي الشعبي: تعليم الأجيال معنى الوطنية، حتى لا تنطلي عليهم شعارات الخونة المزيفة.
المحاسبة الصارمة: تطبيق القانون بلا مجاملة أو استثناء، فالخيانة لا تسقط بالتقادم.
الخائن في النهاية…
قد يظن الخائن أن المال أو الحماية الأجنبية ستنجيه، لكنه في الحقيقة يحمل لعنة وطن بأكمله. سيذكره التاريخ كصفحة سوداء، وسيبقى الشعب أوفى من أن ينسى. وكما قال أحد الحكماء: قد تخسر معركة أمام عدوك، لكنك لن تخسر أبدًا إذا طهرت صفوفك من الخونة.
خاتمة
الخيانة العظمى ليست حدثًا عابرًا، بل جرحًا في ضمير الأمة. ومواجهة الخيانة هي واجب كل مواطن شريف، لأن الأوطان لا تحميها الجيوش وحدها، بل تحميها قلوب أبنائها ووعيهم ويقظتهم. فلنقف جميعًا صفًا واحدًا أمام كل من خان أو تسوّل له قلبه أن يخون، ولنجعلها رسالة واضحة: الوطن خط أحمر، ومن يطعن في شرفه لن يفلت من عقاب الشعب والتاريخ.